يَعتقد معظم النّاس أنّ الصندوق الأسود الذي يوضع في الطائرات لونه أسود، وهذا غير صحيح إذ أنّ لونه برتقالي أو أصفر وذلك لتمييزه بسهولة بين حطام الطائرة في حال حدوث حوادث الطائرات، حيث إنّ القوانين الدولية تلزم جميع الرحلات الجويّة بوضع الصندوق الأسود خلال رحلاتها الجويّة، لأهميّته في حال حدوث الكوارث الجويّة.
حول تسمية الصندوق الأسود بهذا الاسم، فقد كانت مسجّلات الأصوات القديمة سوداء اللّون من الداخل لحماية شريط التسجيل من التلف في حال تعرضها للضوء. و في منتصف الخمسينات دعت الحاجة إلى ابتكار طريقة لمعرفة سبب حوادث الطائرات في شركة ( كوميت )التي سبّبت القلق والمخاوف لمستقبل الطّيران المدني في العالم، وفي هذه الفترة قام عالم الطيران الأسترالي ( ديفيد وارن ) باختراع جهاز يقوم بتسجيل جميع الأحاديث التى تتم في مقصورة الطيارة لمدة أربع ساعات، فقام بتقديم اختراعه لبريطانيا التي رحبت به، حيث قامت محطة ( CNN ) ببث تقرير عن اختراع ( وارن ) للصندوق الأسود والذي أدّى إلى سماع الشركات بهذا الاختراع، فتقدّمت بعروض لتصنيعه وتطويره، فتوالت عمليات التصنيع بدءا من ستينات القرن العشرين.
تحتوي كل طائرة على صندوقين أحدهما يوجد في مؤخّرة الطائرة والآخر في مقصورة القيادة، يقوم الصندوق الأسود بتسجيل جميع الأحاديث والأصوات التي تتّم في مقصورة القيادة، والصندوق الآخر يقوم بتسحيل أو حفظ جميع البيانات الرقميّة والقيم الفيزيائيّة مثل الوقت والحرارة والسرعة.
وقد تمّ تطوير الاختراع بحيث أصبح يصدر إشعارات فوق صوتيّة في حال غرقه في الماء لتسهيل العثور عليه، إذ بلغ تردّد الإشعارات فوق الصوتية 37.5 كيلوهيرتز، كما يمكن التقاط هذه الذبذبات على عمق أقصاه 3500 متر.