يبدو أن رئيس مصلحة الشؤون التربوية بنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بصفرو في ورطة حقيقية، ففي الوقت الذي لازالت تداعيات المذكرة التي وصفت "بالمشؤومة" رقم 3944 بتاريخ 17 أكتوبر 2015 مستمرة، عادت نقابة الحلوطي بصفرو إلى توجيه سهامها هذه المرة وبشكل واضح نحو هذا المسؤول متهمة إياه بالعجرفة والعبثية والمزاجية والتمركز حول الذات في تدبير الشؤون التربوية بالنيابة.
الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بصفرو التي وصفت رئيس المصلحة ب"صاحبنا" الذي يستقوي بمنصبه ليتفنن في ممارسة كل ألوان السلطوية من خلال تسطير صيغ زمنية جاهزة تفرض على المدرس فرضا دون أن تتم ملاءمتها مع الظروف الاجتماعية والاستعدادات النفسية للمدبر الأساسي للعملية التعليمية-التعلمية بالمؤسسات الابتدائية، و الطريقة التحكمية التي وصفها البيان ب " الاستعلاماتية" في محاولة الإجهاز على حق أداء صلاة الجمعة بالتمييز بين المدرسين من حيث أدائهم أو عدمه لهذه الشعيرة الدينية، لم تكتف النقابة بذلك بل اتهمته بالتعسف والشطط في استقبال المدرسين المتضررين من آثار هذه المذكرة بالتلذذ في استفزازهم والاستهتار من مطالبهم المشروعة ونهج سلوك الاستعلاء تجاههم .
هذا وقد استنكرت الجامعة بشدة في بيانها –توصلت جريدة القلم الحر بنسخة منه- التعالي والعجرفة التي يتعامل بها رئيس مصلحة الشؤون التربوية بهذه النيابة مع الوافدين على مكتبه من موظفين وشركاء نقابيين وجمعويين ومرتفقين، منبهة إلى عواقب التوتر بين هذا المسؤول وأطر التوجيه بهذه النيابة بسبب ضعف أدبيات الحوار والتواصل البناء، وغياب الإشراك الحقيقي لهذه الفئة في مجموعة من العمليات التربوية التي تطغى عليها القرارات الانفرادية.
وفي اتصالنا بأحد أعضاء المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بصفرو أكد أن " بعض الرؤوس استغلت الفراغ الناتج عن توقف المسؤول الأول بالنيابة عن اتخاذ قرارات حاسمة وملزمة لضمان حسن سير المرفق العمومي لقطاع التعليم بالإقليم، لتمرير قرارات إدارية ناتجة عن نزوات وبدافع الولاءات النقابية التي حولت المرفق العمومي إلى اداة لمواجهة الموظفين الأبرياء المتفانين في عملهم، وأضحت تنشر الرعب في صفوف الشغيلة التعليمية" مضيفا أن "المكتب الإقليمي سيظل كما العادة وفيا لخطه النضالي المستمر حتى اقتلاع كل جذور العبثية والسلطوية السافرة، ومواجهة لوبي الفساد والاستبداد الجاثمين على كل مفاصل الشأن التربوي بالإقليم، المقتاتين من الريع النقابي والمهني".