نشيد قل ما تردد في فضاء من فضاءات الوطن، حتى كاد يطمره النسيان، حتى في الأماكن التي من المفترض أن تحافظ على الإرث التاريخي والذاكرة الجماعية للمغاربة:
إيه أمة المغرب إيه دولة المغرب
إن نعش عشنا كراما
أو نموت متنا كراما..
صدح شداه صباح اليوم وملأ حي القروين بفاس ليمتد عبر الأثير إلى فاس التاريخ، فاس الحضارة، المناسبة احتضان قاعة معهد الفنون الجميلة بطريق عين الشقف للمؤتمر السابع لجهة فاس بولمان لمنظمة الكشاف المغربي، الهيأة التربوية الموازية لحزب الاستقلال.
انطلقت أشغال المؤتمر حوالي الساعة العاشرة صباحا، عندما حل الأمين العام لحزب الاستقلال بالقاعة، حيث أدت فرقة من الكشافة النشيدين الرسمين للمنظمة و الحزب، تلاها كلمة السيد عبد المجيد الكوهن الذي قدم من خلالها نبذة عن الكشاف المغربي، لينتقل إلى انتقاد تدبير ملف الشباب و ما يعرفه من ارتباك حيث غياب استراتيجيه واضحة المعالم في هذا المجال، واعتبر هذا من أسباب ارتماء شباب الوطن في أحضان المنظمات الإرهابية، كما أكد على ضرورة إخراج مجلس الشباب و الطفولة إلى الوجود من أجل تدارس القضايا التي تهم الشباب باعتباره رافعة التنمية.
أخذ الكلمة بعده جواد السباعي، الذي قدم ورقة تفصيلية حول المؤتمر، و الأشغال المقررة فيه، لخصها على حد تعبيره فيما قاله حميد شباط أمين عام الحزب، خلال الاجتماع الأخير للمجلس الوطنيي، حيث قال '' إن المنافسة في منظمة الكشاف المغربي هي منافسة حول البرامج التي تخدم المجتمع المغربي، وليس منافسة حول المناصب و المواقع''، ليعرج بعد ذلك على تقديم نقد ذاتي حول آليات الاشتغال التربوية داخل المنظمة التي أكد على ضرورة مراجعتها لتلائم المتغيرات الدولية المتسارعة.
و أعطيت آخر كلمة في هذه الجلسة الافتتاحية، للسيدة كنزه الغالي عضوة اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، حيث عبرت من خلالها على دور الشباب، الذي قالت بأنه ضمير الأمة وباني الوطن، وطالبت بالاستثمار في الموارد البشرية أولا لكونها القوة و الأساس في كل بناء.
واختتم اللقاء بتتويج أمين عام الحزب بقلادة الكشاف كإشارة للانتصارات، التي حققها الحزب وهيآته الموازية، خلال رئاسة السيد حميد شباط، كما عبر على ذلك عبد المجيد الكوهن.