adsense

/www.alqalamlhor.com

2015/12/08 - 9:22 ص


بقلم الاستاذ محمد أقديم
هكذا أطلق الإغريق اسم "أطلس" على جبال شمال إفريقيامن المعروف أنّ اسم "أطلس" ينتمي إلى عالم الآلهة في الأساطير الإغريقية القديمة (الميثولوجيا)، ف "أطلس" هو ابن "بوسيدون" إله البحر في الأسطورة الإغريقية، و أخ لـ"بروميثوس" و "أيبيميثيوس"، و هو "نبتون" في الأسطورة الرومانية، فأطلس مخلوق عظيم الارتفاع، مما يحول دون رؤية جزءه العلوي، و في إطار الحرب الضّارية بين الجبابرة من آلهة الإغريق ، انهزم " أطلس" في حربه التي شنّها على آلهة جبل الألمب و ضدّ كبير آلهة الإغريق على الإطلاق "زيوس"، فحكم هذا الأخير على " أطلس" بحمل قبّة السماء على كتفيه إلى الأبد في جبال شمال إفريقيا عقابا له على هجومه آلهة جبل الألمب.
 هكذا أطلق الإغريق اسم "أطلس" على جبال شمال إفريقيا باعتبارها منفى الإله " أطلس" و لكونها جبالا شاهقة لا تُرى قممها من شدة علوها و كونها مغطاة بشكل دائم بالسحب و الضباب ، و بشكل تجسّد صورة الإله " أطلس" و هو يحمل قبّة السماء على كثفيه.
أمَّا ما يروّجه البعض من تفسيرات خيالية يحاول بها بناء أساطير وهمية لا دليل تاريخي عن وجودها عند الأمازيغ قديما ، حيث يعمل على جعل كلمة "أطلس" مشتقّة من عبارة "ءِينْتْلْ ءاسْ" أو من كلمة "تِيلّاس" على اعتبار كلمة "ءِينْتْلْ" تعني حَجَبَ و غَطَّى ، و كلمة "ءَاسْ" تعني النهار و الشمس، كما أنّ لفظة "تِيلّاس" تعني الظلام، و بالتالي فعبارة"ءِينْتْلْ ءاسْ" هي التي تم اختصارها لغويا لتُنْطَقَ في الأخير "أطلس"، كما أن كلمة "تيلّاسْ" أكثر قربا في النطق الى كلمة "أطلس" ، مما يفيد نفس المعنى الذي يُوصَفُ به الإله "أطلس" الإغريقي، من كونه عملاق يُحْجُبُ ارتفاعه العالي جدا رؤية قمّته، لا يمكن للقارئ الفاحص و المدقّق إلا أن يلاحظ هذا الكثير من التّكلُّف في "التأصيل" لاسم إغريقي في لغة الآمازيغ القديمة المعاصرة للمرحلة التي ظهرت فيها الأسطورة الإغريقية ل"أطلس" لكن في لغة الأمازيغ الحديثة، فهذا التنقيب عن أوجه الشّبه بين الكلمات في اللغة الإغريقية القديمة و الأمازيغية الحديثة و خاصة في "تاشلحيث" الحالية، يكشف عن هذه المفارقة العجيبة، كما أن أصحاب هذا التفسير نسوا أو تناسوا أن الاسم الأمازيغي التاريخي لجبال الأطلس هو" أَدْرارْ نْ دْرْنْ" و لم يعرف الأمازيغ قبله أي اسم آخر غيره لهذه الجبال.