بقلم سعيد تيركيت
أرجو الدعم والتضامن في بلد التسلط والحرمان... كما ألتمس منكم تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع:
أنا المسمى سعيد تيركيت، المسجل في كناش دفتر الحالة المدنية، رقم صفحتي الثالث وسط إخوتي في ذلك الزمن الأغبر، لا أعرف الكتابة والقراءة، أقطن مع أسرتي بالرباط، بحي "البيتات" مجموعة xx قرب بائع الكيف "المشطب رزقو" رحمه الله، حي يعقوب المنصور ... أقر وأصرح بما يلي:
في مثل هذا اليوم من سنة 1970، كان عمري يقارب الست سنوات وأشهرا وأيام معدودة، حتى المدرسة لم أكن أرتادها، لأن القانون يفرض التعليم الإلزامي في دلك الوقت على صاحب السبع سنوات بالتمام والكمال. كنت، يومها في زمن الأسئلة، طفلا صغيرا بوجه وأحلام بريئة... مازلت أصاحب أمي أين حلت ومتى ارتحلت، فأنا قرير عينها..
يوم مشؤوم في تاريخ حياتي، بدا عالقا في مخيلتي كالأمس القريب، دون مقدمات أو حيثيات، وأنا الطفل البريء، اتهمت باطلا بفحولة لم أعرفها بعد..
تحت دواعي أمنية وأخلاقية واجتماعية، لم يعي عقلي الصغير ناموسها وقانونها، صدرت في حقي من امرأة بحجم الباب، ووجها الذي تتخلله تضاريس أخاديد الأطلس الصغير، عيناها غائرتان في حجر تحجبه أهداب سوداء. لسانها سليط جارح كخنجر السلطان. تتمتع بسلطة مطلقة على نساء ورجال الحي... بصوت خشن أصدرت حكما غير قابل للنقاش بحضور والدتي وأمام مرأى العامة من جميلات بلادي:
هذا الطفل له عينان زائغتان، وركبتيه ركبتا حمار ... يمنع عليه منعا تاما دخول حمام النساء...
توقيع فاطنة الطيابة
قابضة وكلاسة حمام الطاوس سابقا والوردة حاليا.
ملاحظة: منذ ذلك الوقت وأنا متضرر من قرار جائر في حقي... أطالب برفعه وتمكيني من دخول حمام النساء لما فيه من ميز عنصري وتسلط نسائي، مع تقادم الحكم، وغياب المتضررات من عيني، وعملا بالمناصفة وسواسية المغاربة أمام القانون، وأن لا فرق بين الأنثى والذكر في الحقوق والواجبات تطبيقا لدستور 2011...