بقلم الأستاذة آمال السقاط الضخامة
لا يختلف اثنان على ان الطبيعة من اهم عناصر الانتاج ,كما ان قضية تلوث البيئة تعتبر من ابرز التحديات الحضارية والصحية والاجتماعية التىي يواجهها انسان هذا العصر ,عصر المكننة ,عصر التكنولوجيا ,عصر الحداثة ,عصر العولمة بكل ما تحمل هذه المصطلحات الرنانة و"الحديثة" من ثقل ودلالات عميقة فرضها الانسان راغبا في تقدم تقني ادق وربح مادي اكبر,طامحا في نفس الوقت, ان يوظف هذا التقدم من اجل الانسان , والمحافظة على ما لديه من قيم تيسر له الحياة في اطمئنان وسلام ,وان تكون تقنيات الاتصال المتطورة اداة لاقامة مجتمع انساني , اكثرتسامحا وتفاعلا في سبيل توكيد قيم العدل والحق والمساواة بين بني البشر ,ونبذ روح الانانية والعنصرية والطبقية التي تهدد كل انجاز انساني. لكن -هيهات هيهات وللاسف الشديد-قد خابت الامال والتوقعات ,وشهد هذا العصر صراعات محمومة بين الدول والشعوب فاقت كل التصورات ,وكان للتقنيات المتطورة دور بارز بل ومهول في زيادة خسائرها المادية والبشرية في تخريب البيئة والطبيعة, وتدميرها دمارا لم تعهده من قبل بفعل الحروب والصراعات وطمع الانسان وجشعه اللامتناهيين . فيا ايها الانسان هلا فكرت فيما صنعت يداك بعد ان اكرمك لله باعز ما خلق وهو العقل ,وسخر لك كل ما في هذا الوجود حتى تكون اهلا بمكانك وزمانك وحضورك ووجودك على كوكب الارض كي تقوم بدورك على بوعي ومسؤولية يمكنانك من لقاء ربك بقلب مطمئن ,ونفس راضية وروح طاهرة صافية؟ هلا تاملت الارض وما حملت فوق ظهرها من بشر وحيوان وطيور وزواحف وشجر وحجر ومخلوقات لا يعلمها الا الله سبحانه ...وجبال وتلال واودية وما ضمت واحتوت في باطنها من معادن ومياه وخيرات وما احاط بهذه الارض من بحار ومحيطات وانهار وخلجان حتى غدت جزيرة وسط كتلة الماء الممتدة هذه. هلا ابصرت ما في السماء من كواكب ومجرات واقمار ونجوم ,وما ينزل منها من رزق للعباد؟. هلا افسحت البصر ما في هذا الكون الفسيح وما يتعاقبه من ليل ونهار ومن شتاء وصيف وربيع وخريف؟. لوفعلت ذلك لعلمت علم اليقين ان هذا الكون الفسيح يسره الله سبحانه وتعالى ومهده وطوعه لخدمة الانسان في حياته هذه ,فقد خلق الله الانسان ليفيد من كل هذا الكون الفسيح بحكمة وتعقل وتدبر واتزان ووعي ومسؤولية حتى تكون علاقته بالبيئة علاقة مشاركة تاثرا بها وتاثيرا فيها وهي بذلك تكون علاقة انتفاع واستمتاع وتامل ,ووكل هذا شريطة ان يكون التوازن الضابط لهذه الفائدة . اما وقد افرط الانسان وفرط في كل هذه النعم ,وتخلى عن امجد القيم الداعية الى الحفاظ على البيئة بكل احترام لمعطياتها , والامرة بالتعمير, وحسن التدبير والتسيير ,والناهية عن الفساد والتخريب والمغالاة والتبذير ,يكون الانسان بالفعل قد ساهم ولا زال يساهم بالقدر الوفير- غير بمبال بالعواقب- في التعقيد والتعسير والتدمير .,فهذه المتفجرات ,وتلك الغازات المدمرة ووالمبيدات القاتلة., فكلها تفتقت عن عقلية الانسان ,وكلها ترمي اكثرفاكثر بشرها وشررها على هذه البيئة والتي يعتبر الانسان جزء منها ملتحم بها ,وملتصق بمكوناتها. لهذا وذاك , الم يئن الوقت ايها "الانسان" -كي تعيد حساباتك وتجدد التفكير., وان كنت تطمح في التغيير ,لكن في احترام وتقدير لخالقك ولنفسك ولبيئتك ,فتربطك بها علاقة بر ومودة ورحمة ,وعلاقة منفعة متبادلة ,تعطيها احسن ما عندك ,لتعطيك احسن ما عندها وافضل, باذن خالقها ومكونها ومسخرها العلي القددير ,وحتى لا تثار لنفسها اكثر فاكثر .,لان الوضع اليوم اكثر من خطير ,والمستقبل ينذر بسوء المصير ان لم يتدارك الانسان الامر, بعقل مستنير ,,يستمد نوره من ضرورة تحسين علاقته بالبيئة ومحافظته عليها ,وعلى محيطه ,وحيه ,وبيته .فتذكر ايها الانسان دائما وابدا , انك انت المسؤول الاول وعليك المعول