بوخني عبد الحكيم
ما كنت لأكتب مقال فيه نقد حاد لفئة معينة جائها الإحساس بالإنسانية على حين غرة .وكان من الضروري أن أقول رأيي الخاص في موضوع العملية الإرهابية التي تعرضت لها باريس التي قتل فيها أبرياء مدنيين عزل.هذه العملية هي بالفعل ضد الإنسانية .وضد التشاريع الدولية.وضد ما جاء بالدين الإسلامي الذي ينبد قتل النفس بدون وجه حق.ولكن لما قلت الإنسانية .قصدت بها الإنسانية جمعاء .وليست محصورة بباريس أو لندن أو أي عاصمة غربية فقط .الإنسانية تعني ما وقع قبل باريس بيومين فقط عندما راح ضحية العمل الإرهابي نفسه ما يقرب ال100 قتيل وعدد الجرحى بالمئات .هذه الإنسانية التي وصلتني رسائل عدة بالتضامن مع باريس وطلب مني حمل الورود أو إشعال الشموع على القتلى الفرنسيين فقط لا غير .مما جعلني أتذكر كلمة للمناضل النقابي الأموي .وقال كلمة الهيبوش لفئة كانت تتغدى من دماء العمال .وللمعلومة فكلمة الهيبوش تعني القمل الصغير الذي تفقص في يومه.وما زال يبحث عن طريقة كي يمتص دماء الإنسان .الهيبوش هي لفئة خاصة لدينا بالمغرب تتغدى من هذا التضامن مع الفرنسيين .إنهم بعض الجمعيات الحقوقية التي تتغدى عن طريق باريس ولندن ومدريد والعديد من العواصم الغربية.هذا التمويل يكون مقابله هو تقارير ومعلومات عن المجتمع المغربي .وهذه المعلومات طبعا تتغدى بها المخابرات الأجنبية .وهي نفسها التي .صنعت إسم إسمه داعش.وهي نفسها التي أغمضت عينيها على ما يجري بالعراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا وتونس وفلسطين من تقتيل وإرهاب حقيقي كل يوم .هي نفسها التي تغطي الشمس بالغربال مما يجري من تهويد للمسجد الأقصى والتنكيل بالفلسطنيين بالقدس الشريف كل يوم وعلى المباشر .هي نفسها التي أغمضت عينيها بما يقع بمصر بشعب له الآلاف السنين شعب ذكر بالقرآن الكريم .إنها أرض الكنانة .شعب يحرق ويسجن من طرف الطاغية السيسي وبشار بسوريا .هي نفس الأيادي التي تتلاعب بشعوب المنطقة ككل كي لا يكون تنمية أو تطور.كيف تريدون مني أن أكيل بمكيالين.وخاطئ من يضن أن الإرهاب يمكن أن يقضى عليه .لأن الفكر أصبح عابر للقارات ولا يمكن حصره بمنطقة معينة.الفكر أصبح في كل بيت وكل قرية .ما دام النت شغال .التشدد الذي تتكلمون عليه منبعه هو البؤر التي تكلمت عليها في السابق .كلامي هذا ليس مبرر للقتل المتعمد لأناس أبرياء مدنيين لا ناقة لهم ولا جمل مما يحدث ويدبربأيادي لعينة نجسة وملطخة بدماء الأبرياء .وهي كلمة قالها الرئيس الفرنسي هولاند عند أبلغ بخبر العملية الإرهابية في عقر داره .وقال أنه يعرف من هم منفدي العملية ويعرف ماذا يريدون ويخططون .والرسالة وصلته قبل ذالك بيومين أي بعملية بيروت التي لم تتضامن معها لا فرنسا ولا غيرها ولا الهيبوش الذي تكلمت عليه.ولكن الذي لم يكن في حسبانه هو التأكيد على الرسالة في عقر داره.ويخطئ من يظن أن داعش مجرد أناس لهم خيم أو يمتطون الناقة .داعش تنظيم دولي بكل المقاييس ممول ومحمي من أعلى سلطة بالدول الغربية نفسها .تتلاعب بأسمه وقتما شاءت وفي أي مكان وزمان .داعش هو لعبة يتلاعب به الحلفين مرة مع الحلف التابع للروس ومرة مع التابع للأمريكيين.وبصريح العبارة داعش هو إسم لحرب المواقع الإستراتيجية بالعالم.فكيف تطلبون مني أن أكون سادجا وقليل العفة بتضامنكم هذا يا معشر الهيبوش والآن مسيرات بباريس يحرقون فيها القرأن امام أعين الشرطة .هل تفهمون معناه.معناه طز في تضامنكم المصطنع هذا .أنا حاليا حامل شعار أنا بيروت الى حين أن تعطوني إحساس بان الإنسانية تعني كل شعوب العالم مسلم أو غير مسلم .وحينها أرفع ليس شعار انا باريس وبرلين وبكين .....بوخني عبد الحكيم...