الغنى و التنوع الذي تطبع طبيعة المغرب هو ما جعله يصنف من اجمل دول العالم، جريدة القلم الحر ستخصص لهذا الجانب حيزا من صفحاتها لتبحر مع القارئ في عوالم الطبيعة المبهرة للمغرب، حيث يمكن اعتبار الكثير من الأشكال التضاريسية في هذا البلد من عجائب الدنيا سنخصص كل حلقة لواحدة منها، و سنخصص هذه الحلقة لمغارة إيمي نفري.
الاسم بالامازيغية، ويعني بالعربية فم الغار او المغارة، وهي عبارة عن قنطرة طبيعية حيث ان المغارة مفتوحة من واجهتين، تربط مدينة دمنات بمرتفعات الأطلس الكبير.
تدور حول مغارة إيمي نفري عدة أساطير يتداولها الناس بين بعضهم البعض، أشهرها أسطورة تحكي عن حسناء اسمها نات، وهي ابنة أحد القياصرة، والتي حزنت وبكت بكاء شديدا لأن والدها قر أن يزوجها رغما عنها من أحد المقربين منه ويدعى أفطايموس، وقامت من شدة الحزن بقطع ضفائرها وخصلات شعرها احتجاجا على قرار القيصر، واتفقت مع خادمها أبيديوس الذي جهز لها حصانا فرت على متنه بعد منتصف الليل،
وفي الصباح، لما بلغ الخبر والدها، قوم جيشا كاملا وأمر جنوده بالبحث عن ابنته وإحضارها أينما كانت، فعثروا على دماء نات مسالة فوق صخور كبيرة أطلقوا عليها اسم دم نات،اي دمنات.
ويواصل رواة هذه الأسطورة بأن تلك الصخور التي تهشم عليها جسد الحسناء نات، ليست إلا صخور مغارة إيمي نفري، وقالوا إن تلك النباتات الخضراء المتدلية من أعلى المغارة ليست سوى خصلات شعرها وضفائرها المقطعة، كما أن قطرات المياه المالحة والباردة التي تتساقط من أعلى القنطرة هي في الحقيقة دموع نات التي لم تمت حسب الأسطورة، لأنها ما تزال واقفة هناك تحمل رضيعا بين يديها وتنظر إليه نظرة الأم لابنها.
غير بعيد عن مغارة إيمي نفري تم العثور على أثر حوافر أقدم أنواع الديناصورات في العالم. يطلق عليه أطلزوسAtlasaurus ، ولا نستغرب هذا الاكتشاف فجبال الأطلس تعتبر من اكبر المقابر للديناصورات في العالم، ففي سنة 1927 تم اكتشاف بقايا حيوان من فصيلة الديناصورات في الأطلس المتوسط، بعد ذلك عثرت بعثة أمريكية على أجزاء بقايا أخرى لديناصور أصغر حجما في منطقة الأطلس الكبير، و في سنة 1980 تم اكتشاف هيكل عظمي كامل لديناصور على مقربة من مدينة ازيلال، يعود إلى الزمن الجوراسي الأوسط قبل 160 سنة، وهو معروض في متحف علوم الحياة و الأرض بمدينة الرباط طوله 15 مترا، ووزنه 20 طنا.