الغنى و التنوع الذي تطبع طبيعة المغرب هو ما جعله يصنف من أجمل دول العالم، جريدة القلم الحر ستخصص لهذا الجانب حيزا من صفحاتها لتبحر مع القارئ في عوالم الطبيعة المبهرة للمغرب، حيث يمكن اعتبار الكثير من الأشكال التضاريسية في هذا البلد من عجائب الدنيا سنخصص كل حلقة لواحدة منها، سنخصص هذه الحلقة لمغارتي الجمل والحمام بمنطقة بركان.
تقع بلدة تافوغالت الجبلية التابعة لنفوذ إقليم بركان في قلب جبال بني يزناسن، تتميز بغاباتها الكثيفة وجبالها الشاهقة وبـوادي زكزل، حيث تتواجد مغارات الجمل والحمام، المؤرخة لحياة الإنسان القديم.
توصلت الأبحاث الأركيولوجية التي همّت منطقتي تافوغالت وزكزل إلى أن المنطقة ذات جذور تاريخية سحيقة، حيث اكتشف فريق من الباحثين مجموعة جديدة من الحلي تُعتبَر الأقدم في العالم، في مغارة الحمام في تافوغالت، وقد تضمّنت الحلي المكتشَفة في المنطقة حوالي 20 من الصدفيات البحرية التي استعملها الإنسان القديم كحلي. كما توصلت الأبحاث التي أنجزها المعهد الوطني للآثار، بشراكة مع جامعة «أكسفورد» في مارس 2008، كذلك، إلى وجود مستويات أركيولوجية يتراوح عمرها ما بين 84 ألف سنة و85 ألفا.
وقد ازدادت حيرة الباحثين حين قام الفريق العلمي، الذي أجرى أبحاثا أركيولوجية في المكان، باكتشافات أخرى بالغة الأهمية في مغارة الحمام في تافوغالت، تتمثل في العثور على منطقة مخصَّصة لدفن الأطفال، بلغ عددهم حتى الآن خمسة، ومؤرخة بحوالي 12 ألف سنة قبل الميلاد.
و تحكي الأساطير الشعبية أن مغارة الحمام كانت في سنين غابرة، محروسة من طرف عفاريت الجن، فلا أحد يستطيع الاقتراب منها، ولذلك، فإنه على مر السنوات، ظلت تحتفظ بأسرارها الخالدة، و يكمن سر تسميتها في الأعداد الكبيرة من الحمام الوافدة على المغارة، التي أغلقت بقرار من السلطات المركزية.