إشكالية تفعيل مقاربة المفهوم الجديد للسلطة ارتبطت منذ التأسيس لها بمدى توفر الإدارة المحلية على النخبة البشرية المؤهلة معرفيا وممارساتيا لإنزال هذا الورش .
الملك محمد السادس في خطابه المؤسس لهذه الثورة التدبيرية لرجل السلطة منذ 1999 ، أراد والمغرب معه لرجال سلطة يجسدون هذه المقاربة في تعاطيهم اليومي مع المواطنين ، هناك من استعاب الدرس بشكل تلقائي من رجال الدولة والسلطة ، واعتبروا أن المقاربة الجديدة واضحة وبينة في مضامينها ولا تحتاج لكثير كلام وتأويل ووقت ، فقط الأمر يتطلب وطنية خالصة وحبا لفضيلة التواصل المنتج للحلول والتصاقا دائما بهموم الساكنة وتفعيلا أمثل للمقتضيات القانونية واجتهادا ذكيا في تنزيلها ومراعاة فضلى للخصائص الجغرافية والديموغرافية للمنطقة التي يشرف رجل السلطة على تدبير شأنها الترابي .
منطقة زواغة بنسودة بفاس ، اعتبرت إلى عهد قريب منطقة التناقضات الصارخة ، حدا جعلها عصية على حلحلة مشاكل ساكنتها بفعل ديموغرافيتها المهولة في التعداد ، و حراكها السياسي الشرس ، وإرث ماضيها المجالي بفعل حداثة انضمامها لنادي المناطق الحضرية بفاس ، إلا أن الفعل التدبيري لرجل السلطة هناك أعاد صياغة المعادلة من جديد ، وزاد من تأكيد نطرية أن ممارسة رجل السلطة هي العامل الحاسم في إعادة الأمور إلى نصابها ورسم معالم التنمية المحلية.
إن كان من تقدير للجهود في هذا الصدد ، فباشا منطقة زواغة بنسودة الحالي بفاس وعلى حد وصف كثير من المتتبعين وساكنة المنطقة أعطى مثالا رائدا ومعبرا ومطمئنا لمسار هذا الورش ...مطمئنا لماذا ؟ لأن كثيرا ظنوا في هذا البلد أن رجال السلطة هم على صنف واحد من الممارسة ، بيد أن الواقع أثبت العكس...، ولكم أن تزورو المنطقة هناك ، لتكتشفوا بأم أعينكم كيف أصبح عليه حال التعامل مع ملفات المواطنين مقارنة مع الأمس القريب .