الظاهر أن الأطروحة المفتعلة حول الصحراء المغربية تتلاشى أوراقها تباعا يوما بعد يوم ، فبعد التشردم الداخلي الفظيع الذي تعيش عليه الجبهة قرابة السنتين، وبعد الضربات الديبلوماسية المتوالية الرافضة لفكرة الكيان المزعوم، ها هي اليوم ضربة موجعة تتلقاها الجبهة من الهند، حيث تلتئم قمة إفريقيا والهند في نيوديلهي.
زعماء الدول الإفريقية المشاركة، وفي كلمات افتتحاحية لهم بالمناسبة، عبروا عن كبير إعجابهم بالتجربة التنموية الرائدة التي يقودها المغرب في شمال إفريقيا برعاية عاهل البلاد الملك محمد السادس، كما عبروا عن عظيم امتنانهم للتعاون جنوب جنوب، الذي يقوده المغرب بالقارة السمراء مساهمة منه في تعزيز نماء وتقدم وأمن كثير من البلدان الافريقية.
الكثير من الدول ، دعت في كلماتها إلى ضرورة التعاون و التصدي لكل الأشكال المشجعة على الإرهاب والتطرف، بغية تحصين المنطقة وبعث روح جديدة في اقتصادياتها الناشئة، والتي لا يمكن أن تحقق نقط متقدمة دون وحدة اقتصادية وسياسية ، وهي إشارة واضحة من لدن الدول الافريقية المشاركة بضرورة استبعاد كل الأطروحات الانفصالية، التي عفى عنها الزمن وطي صفحة الصراعات المفتعلة لتأسيس مرحلة متقدمة من النقاش المنتج للثروات .