الأمة العربية ممزقة وتتخبط في الظلام، أوضاع الأمة العربية في الوقت الراهن، وغياب مشروعها أمام المشروع التركى والفارسي والإسرائيلى.
أن تدمير القومية العربية، أحد أسباب حالة الوهن والضعف وزوال أمجاد العرب، التي وضع عبدالناصرلبنتها الأولى من القاهرة قلب الامة.
* أحداث الربيع العربي كشفت ضعف الجامعة.. والمتغيرات الدولية تفرض حتمية إصلاحها
* حرب التحالف العربي ضد الحوثيين (استباقية) لمنع إيران من السيطرة على اليمن
* الجامعة لم تتخذ قرارًا جادًا بشأن فلسطين.. وهي أضعف من أن تقوم بأي دور حاليًا
* الحديث عن "قوة عربية مشتركة" عبث في ظل ضعف الأنظمة وعدم وجود إرادة سياسية
* ضعف الجامعة سمح بالتدخل في سوريا وليبيا والعراق.. وما حدث بمصر انقلاب عسكري
اجتماع طارئ تعقده جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد على أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وكعادة الجامعة يبدأ الاجتماع وينتهي بإصدارها "بيان" تنديد واستنكار للأمر الذي عقد بشأنه الاجتماع، هذا في حال إذا كان الاجتماع استثنائيًا، أما إذا كان اجتماع الجامعة في دورتها العادية فالأمر لا يختلف كثيرًا عن ما سبقه من اجتماعات.
الأمر الذي طرح عدة تساؤلات حول دور الجامعة العربية، ومدى تأثيرها ونتائج مناقشاتها المستمرة واجتماعاتها الطارئة على القضايا الحالية..
حوار خاص مع الباحث والمستشار الإعلامي مساعد بن مبروك الحجيلي- الحاصل على دكتوراه علوم سياسية جامعة ايكس ان بروفانس بفرنسا، والذي كتب مقالًا قبل 14 عامًا تحت عنوان "كيف يمكن تفعيل دور جامعة الدول العربية؟"، حاول من خلاله رصد الأسباب الحقيقية وراء فشل الجامعة العربية والمنظمات المتخصصة المنبثقة منها في تحقيق أهدافها، وطرح عدة نماذج متطورة لهذا الكيان، مستنكرًا ضعف دورها، خاصة في القضية الفلسطينية والحرب العربية - الإسرائيلية وحل النزاعات.
حوار خاص مع الباحث والمستشار الإعلامي مساعد بن مبروك الحجيلي- الحاصل على دكتوراه علوم سياسية جامعة ايكس ان بروفانس بفرنسا، والذي كتب مقالًا قبل 14 عامًا تحت عنوان "كيف يمكن تفعيل دور جامعة الدول العربية؟"، حاول من خلاله رصد الأسباب الحقيقية وراء فشل الجامعة العربية والمنظمات المتخصصة المنبثقة منها في تحقيق أهدافها، وطرح عدة نماذج متطورة لهذا الكيان، مستنكرًا ضعف دورها، خاصة في القضية الفلسطينية والحرب العربية - الإسرائيلية وحل النزاعات.
وندد بكثرة البيانات الختامية غير الفاعلة التي لا ينال قراراتها أي تنفيذ، بل تزيد الأمة العربية تحذيراً وإحباطًا، وسط التكرار السنوي للإدانة والشجب، وعدم قيام الجامعة على مدار ما يزيد على خمسين عامًا - منذ تأسيها في 1945 وحتى كتابة المقال في 2001- بدور سياسي فاعل ميدانيًا أو على الساحة العربية والدولية، ليضاف للخمسين عامًا السابقة 14 عامًا جديدة بلا دور فعال، مما يستوجب التطرق للأمر مرة أخرى.
وإلى نص الحوار......
** بداية كيف ترى دور جامعة الدول العربية بعد 14 عامًا من كتابتك للمقال السابق الإشارة له؟
* للأسف دور الجامعة العربية كان منتقدًا منذ تأسيسها، فهي لم تحقق تطلعات المسؤولين العرب ولا الشعوب العربية، وفي الوقت الحاضر لو نقارن أيهما أكثر فعالية الجامعة العربية أم منظمات إقليمية كمنظمة الوحدة الإفريقية أو مجلس التعاون الخليجي، لوجدناها أكثر فعالية من جامعة الدول العربية.
** ما تقيمك لدورها في ضمان استقلال الدول العربية وسيادتها؟
* أي دور تقصد؟!.. هي لا تستطيع القيام بأي دور فيما كانت الدول العربية لا توجد بها نزاعات طائفية أو ثورات، فما بالك في الوقت الحاضر.
** كيف ترى موقف جامعة الدول العربية من القضية الفلسطينية وتهديدات إسرائيل بضرب غزة والضفة وهدم الأقصى؟
* لم نعرف عن جامعة الدول العربية منذ نشأتها أنها اتخذت قرارات جادة فيما يتعلق بفلسطين سوى قرارات الشجب والإدانة والاستنكار، وهذا يعود في نظري إلى ضعف الإرادة السياسية للزعماء العرب، وفي الوقت الراهن أغلب الزعماء العرب مشغولين في قضاياهم الأكثر إلحاحًا والمتعلقة بالشأن المحلي لكل دولة.
** برأيك كيف تحقق الجامعة العربية دورها في ظل الخلافات في الرؤى والمصالح وتضاربها في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها؟
* أرى أن الجامعة العربية هي أضعف من أن تقوم بأي دور في الوقت الحالي، ففي اليمن التحالف العربي بقيادة السعودية تم بمبادرة من السعودية، أما سوريا في الوقت الراهن أصبحت قضيتها ذات طابع دولي، وخرجت عن إطار حلول محلية أو إقليمية، وليبيا أعتقد أن الأكثر نشاط في حل الأزمة الليبية يقوم به مبعوث الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
** ما تقيمك لموقف الجامعة من التدخل العسكري في ليبيا والتدخل العسكري الروسي في سوريا، ورأيها في كيفية تسوية النزاعات فيها؟ وموقفها من أنظمة مستبدة تقتل شعوبها مثل نظام بشار الأسد؟
* أحداث الربيع العربي أوضحت وبشكل جلي للشعوب العربية أن الجامعة العربية تعاني من الضعف في آلية عملها، ولم تواكب المستجدات والأحداث على الساحة السياسية، مما ساهم وبشكل كبير في تحجيم دورها وإتاحة المجال للقوى الخارجية في التدخل العسكري في الدول العربية، كما حصل من قبل الدول الأوروبية وأمريكا وإيران في كل من العراق وسوريا وليبيا.
** هل أصبحت الجامعة دولة مقر تتحدث بلسان نظام السيسي وتتبنى مواقفه؟
* أعتقد أن هذا غير صحيح، ففي عهد الرئيس السابق أنور السادات انتقلت الجامعة العربية إلى تونس، ولم نلاحظ تغيرًا في آلية عمل الجامعة العربية أو مستوى كفاءة أدائها سياسياً.
** ماذا عن ملف تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وأسباب جمودها، ودور الجامعة في هذا الملف؟
* ميثاق الدفاع العربي لجامعة الدول العربية موجود وأنشئ في الخمسينيات من القرن الماضي، ولم يفعل ولم يعمل به.
** ماذا عن القوة العربية المشتركة.. وهل التلكؤ في تشكيلها يعكس الخلافات بين السعودية من جانب، ومصر والإمارات من جانب آخر؟
* من العبث الحديث في هذا الوقت عن قوة عربية مشتركة مع الوضع المتردي للدول العربية وضعف أنظمتها السياسية.
** هل تأثرت الجامعة بموقف نظام السيسي من غزة وحماس والمقاومة، وكيف ردت على اعتقال عناصرها وقصفها؟
* في الحقيقة لا أعرف، ولكن قرارات الجامعة العربية ضعيفة منذ تأسيسها تجاه القضية الفلسطينية والفلسطينيين.
**هل لديك آليات عمل مبدعة وخلاقة تتجاوز الخلافات وتحقق حدًا أدنى للمصالح المشتركة؟
* أعتقد أن عدم وجود إرادة سياسية فاعلة في الوقت الحاضر لدى الدول العربية جعلت الأمر أكثر تعقيدًا، ولكن حتمية التفكير في إصلاح الجامعة العربية لتقوم بدورها في ظل المتغيرات الكثيرة على الساحة العربية والإقليمية والدولية، تتطلب نظرة جادة ومخلصة من الزعماء العرب في إعادة النظر في الأسس التي قامت على ضوئها الجامعة، وغربلة وضعها التنظيمي والهيكلي بشكل يتماشى مع ما استجد من تكتلات سياسية في العالم.
** مخططات تقسيم الدول العربية تتصاعد ويجري التقسيم بناء على صراعات طائفية مذهبية بين السنة والشيعة، وهناك مشروع للتمدد الشيعي.. فهل يمكن أن تلعب الجامعة العربية دورًا في إنهاء هذه الصراعات، وهل يمكن أن تقود مساعي للتقريب بينهم وتدعو لحوار استراتيجي بين العرب وإيران؟
* من خلال المعطيات الحالية فإن التقسيم وارد، وجميع الظروف مواتية لتقسيم العراق وسوريا في ظل الاحتقان السياسي والطائفي وعمليات التهجير القسري، بالإضافة إلى تدخل إيران السافر عسكريًا في العراق وسوريا لتحقيق هدفها في إنشاء هلال شيعي في المنطقة.
وللأسف الجامعة العربية لم تعمل بكفاءة في إنهاء الصراعات الطائفية أو أن تقود مساعي للتقريب بينهما، كذلك هي لا تستطيع عمل أي حوار مع إيران في ظل غياب دورها في تقريب وجهات النظر العربية - العربية في المقام الأول، وتوحيد وجهة النظر العربية تجاه الأزمات التي يمر بها عالمنا العربي.
** كيف تقيم الملف الاقتصادي بالجامعة، خاصة في ظل الحديث عن أزمات النفط والفقر وإعادة الإعمار لغزة واليمن؟
* فشل الجامعة العربية في الملف الاقتصادي نتاج طبيعي لفشلها على المستوى السياسي، فهناك من القضايا العربية الكثير التي أهملت بسبب ذلك. وأكثر المبادرات التي تتم في مجال الفقر وإعادة الاعمار نجدها تتحقق بمجهودات فردية لكل دولة.
** ما تعليقك على موقف الجامعة العربية من ملف مكافحة الإرهاب؟ وهل الإرهاب مختزل حقيقة في تنظيم الدولة "داعش"؟
* الجامعة العربية كغيرها من المنظمات الدولية تعمل على مكافحة الإرهاب، وأعتقد أن إبرام الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998م هو نواة لجهودها في هذا المجال.
أما اختزال الإرهاب أو حصره في فئة واحدة كتنظيم الدولة داعش فمن قال ذلك؟ الإرهاب هو إرهاب سواء داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية.
** كيف ترى حرب المملكة عبر تحالف عربي على اليمن؟ وما تقيمك للنتائج حتى الآن؟
* أعتقد أن الحرب التي شنها التحالف العربي في اليمن هي حرب استباقية لمحاولة إيران السيطرة على اليمن عبر حليفها الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكذلك رغبة في عودة السلطة الشرعية لليمن، أما بالنسبة للنتائج فبوادرها ظهرت مع تحرير عدن وعودة الحكومة الشرعية لمزاولة أنشطتها مؤقتاً من عدن.
** ما تقيمك لموقف المملكة من الأزمة السورية؟ وموقفها من التنظيمات الإرهابية؟
* موقف المملكة العربية السعودية واضح من الأزمة السورية، فهي ضد ما يقوم به نظام الأسد من قتل وتشريد لشعبه، أما موقفها من التنظيمات الإرهابية فأعتقد أن السعودية تقف ضدها بكل حزم، فهي من الدول التي تعمل على محاربته على كافة الأصعدة.
** كيف ترى العلاقات السعودية - المصرية؟ وهل ما حدث بمصر هو انقلاب على الشرعية؟ وهل تصنف الإخوان جماعة إرهابية؟
* العلاقات السعودية - المصرية علاقة وثيقة بين أشقاء وقد تمر بالفتور من وقت لآخر، ولكن بشكل عام جيدة ومستمرة.
أما ما حدث في مصر سياسيًا فمن وجهة نظري وللإنصاف يعتبر انقلابًا على الشرعية، كون الرئيس السابق محمد مرسي وصل لسدة الحكم عن طريق الانتخاب، والإخوان المسلمون هي جماعة سلمية ولم يثبت تورطها بأعمال إرهابية.