باب الخوخة
من أبواب مدينة فاس التاريخية، {واسم الخوخة بالدارجة المغربية يعني الخشب السميك العظيم}، ويقع في الجهة الشرقية الوسطى، بناه الامام مولاي إدريس الثاني ليفتح في السور منفذا للمسافرين من فاس إلى بلاد تلمسان، ثم شيد بابا شرقيا يعرف بباب الكنيسة على امتداد السور بجهة بلاد قبيلة جرواوة (كرواوة)، ثم هدمه الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي الكومي سنة 540هـ، وأعاد بناءه حفيده الخليفة الناصر بن المنصور الموحدي سنة 601هـ، وسماه باب الخوخة، وطراز بنائه أندلسي
وفي تعريف آخر
باب الخوخة
أحد بوابات مدينة فاس التاريخية، وكان يعرف قديما بباب الكنيسة، ويرجع أصله الى عهد المولى ادريس الثاني حينما أقام سور عدوة الأندلس وفتح فيها الأبواب التالية متدرجا فيها من الجنوب الى الشرق وهي
باب الفوارة : المعروف بباب زيتون ابن عطية
باب الفرج : المعروف حاليا بباب السلسلة
باب الشيبوبة : المقابل لباب الفصيل من عدوة القرويين
باب أبي سفيان : المعروف بباب بني مسافر وهو المسمى حاليا باب سيدي بوجيدة، وكان مخرجا الى بلاد غمارة وبلاد الريف
باب الكنيسة : المسامت للناحية الشرقية وكان مخرجا الى بلاد تلمسان
وكانت هذه الأبواب محاطة بعناية الولاة، والسكان يحرصون على مراقبتها لما لها من الدور الفعال في أمن المدينة وحمايتها من الاضطرابات التي كانت تعتريها حينا بعد حين
وظل باب الكنيسة على حاله الى أن هدمه الخليفة عبدالمومن الموحدي سنة 540هـ / 1145م ضمن ما هدم من الأبواب حينما ارتأى رأيه أن يهدم أكثر أسوار المدينة وقال : (إننا لا نحتاج الى أسوار إنما أسوارنا أسيافنا وعدلنا) لكن هذا الموقف الذي تحدى به الواقع لم يرتضه الخلفاء الموحدين من بعده، فقد شرع الخليفة المنصور الموحدي في بناء سور فاس من جديد، وأكمله ابنه الخليفة الناصر الموحدي الذي أعاد لهذا الباب وجوده وسماه بعد تجديده باب الخوخة بدلا من باب الكنيسة
ونظرا لمسامتة هذا الباب للناحية الشرقية فقد اقتضت مصلحة السكان أن يبنوا خارجه مستشفى لمرضى الجذام ليكونوا (كما ذكر ابن أبي زرع) تحت مجرى الريح الغربي فتحمل الرياح أبخرتهم ولا يصل الى أهل المدينة منها شيء وليكون تصرفهم في الماء وغسلهم بعد خروجه من البلاد، إلا أنه وقعت مجاعة في أوائل القرن 7 من سنة 619هـ / 1222م الى 637هـ فانتثر نظام الأمن في البلاد وعمت الفوضى وأدى الحال الى انتقال المرضى من مكانهم المخصص لهم فتوجهوا الى الكهوف التي كانت موجودة بين باب الجيسة وباب الشريعة وظلوا هناك الى أن زالت الفوضى بتأسيس الدولة المرينية، وحينئذ أمر السلطان يعقوب بن عبدالحق المريني عامله على فاس أبا العلاء ادريس بن أبي قريش بنقلهم الى برج الكوكب الذي كان يوجد بخارج باب الجيسة من أبواب عدوة القرويين
وبرج الكوكب هذا هو الموجود آثاره الآن بالمرتفع الذي يوجد فيه قبر سيدي علي المزالي، وهو المرتفع الذي كان أهل فاس في أوائل القرن 20م يحملون إليه أطفالهم حينما يصابون بالسعال الديكي الحاد المعروف (بـالعواقة) فيعالجون من ذلك، وكان يقابله في الجهة الجنوبية برج آخر يعرف ببرج باب الزيتون وقد استُغني عن البرجين معا حينما بنى السلطان أحمد المنصور السعدي باستيون باب المحروق المعروف حاليا ببرج النور أي البرج الشمالي، وباستيون باب الحمراء المعروف حاليا بالبرج الجنوبي وهو الذي تقام فيه أضواء المدينة أيام ربيع فاس
ويوجد الآن حي كبير بمدينة فاس يحمل اسم باب الخوخة مكتظ بالسكان الذين وفدوا عليها في السنين الأخيرة