باب الشريعة الذي يعرف الآن بباب المحروق، واحد من أهم أبواب فاس التاريخية، يُخرج منه إلى قصبة الشراردة وظهر الخميس، ويعتبر مبدأ المحور النازل إلى المدينة على طريق الطالعة الكبيرة.
اعاد بناءه الخليفة محمد الناصر الموحدي سنة 600هـ حينما أعاد بناء سور فاس، وجعله بناء ضخما يليق بالمهمة التي أعد لها، وهي تنفيذ العقوبات وإقامة الحدود، ولذلك سماه باب الشريعة، شأنه في ذلك شأن باب الشريعة بمراكش وباب الشريعة بمدينة تازة.
وقد ذكرت الاستاذة رقية بلمقدم ان الخليفة عبدالمومن الموحدي هدم هذا الباب سنة 540هـ / 1145م ضمن ما هدم من الأبواب حينما ارتأى رأيه أن يهدم أكثر أسوار المدينة وقال : (إننا لا نحتاج إلى أسوار إنما أسوارنا سيوفنا وعدلنا) لكن هذا الموقف الذي تحدى به الواقع لم يرتضه الخلفاء الموحدين من بعده، فقد شرع الخليفة المنصور الموحدي في بناء سور فاس من جديد، وأكمله ابنه الخليفة الناصر الموحدي.
ويرجع سبب تغيير اسم هذا الباب من باب الشريعة إلى باب المحروق إلى تاريخ تجديد بناءه على يد الخليفة محمد الناصر الموحدي سنة 600هـ، وذلك حينما تم اعتقال، محمد بن عبد الله بن العاضد العبيدي بعد الثورة التي قام بها في جبال ورغة، حيث سيق إلى فاس و نفذ فيه حكم الإعدام وعلق رأسه على هذا الباب وأحرقت جثته بجانبه و منذ ذلك الحين أصبح يطلق عليه اسم باب المحروق.
وتذكر بعض المصادر التاريخية أن لا علاقة لهذه التسمية بالحدث الذي وقع للأديب الوزير لسان الدين بن الخطيب حينما أخرجه أعداؤه من قبره وأحرقوه قرب هذا الباب سنة 776هـ.