رحلة اليوم نحو أبواب المدينة العتيقة بفاس ستأخذنا في اتجاه بابين أساسين يرتبط بعضهما بالأخر من حيث التسمية واللحظة التاريخية، وهما باب فتوح وباب عجيسة الذي يطلق عليه الآن اسم باب الكيسة.
خلال فترة انهيار الدول الكبرى التي حكمت المغرب غالبا ما كانت هناك اسر تستولي على الحكم في منطقة من مناطق المغرب لمدة زمنية وهذا ما حصل إبان سقوط دولة الادارسة، فقد حكم فاس المغراويون، وبقيادة زيري بن عطية، تمكن المغراوة من بسط نفوذهم إلى فاس، وتحت الحكام المتعاقبين، المعز (1001 - 1026)، حمامة (1026 - 1039) ودوناس (1039)، تمكن المغراويون من ترسيخ حكمهم في شمال ووسط المغرب.
و بعد وفاة دوناس المغراوي سنة 431هـ خلفه أبناؤه فتوح وعجيسة، حيث حكم الأول عدوة الأندلس وفتح فيها الباب الذي سمي باسمه، وحكم الثاني عدوة القرويين وفتح فيها أيضا باب عجيسة نسبة إليه.
و يقع باب فتوح بالسور الشرقي لعدوة الأندلس، و قد تعرض لتحول كبير خلال الفترة العلوية، إذ أن السلطان مولاي سليمان العلوي أمر عام 1213هـ / 1798م بفتح باب آخر بإزاء باب فتوح أكبر منه وبحجم باب المحروق .
أما باب الجيسة فيقع في شمال المدينة العتيقة، مقابل جبل زلاغ، برأس عقبة السعتر فوق باب حصن سعدون الذي أنشأه إدريس الثاني.
وقد اعتنى الخليفة محمد الناصر الموحدي بترميم وتجديد باب الجيسة، وبقي على ما بناه عليه إلى أن تهدم وتخرب أكثره مع مر السنين، فجُدد بأسره ما عدا القوس البراني في سنة 684هـ بأمر من السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني .
يتبع..