ندوة وطنية / السبت 17 يناير 2015 بمدينة تيفلت (إقليم الخميسات)
تنظم جمعية تيفلت للتضامن والتنمية والتربية والتكوين ATSODEF ندوة وطنية حول :
" الشباب بين المهام التأطيرية للمجتمع المدني وآفاق تنمية السلوك المدني المواطن "
تحت شعار:
التربية على المواطنة مفتاح التنمية الشاملة
السبت 17 يناير 2015
الثالثة بعد الزوال / القصر البلدي بمدينة تيفلت
المتدخلون:
السيد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني.
السيدة نوال المتوكل الوزيرة السابقة للشباب والرياضة.
السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
الأستاذ عبد الفتاح بلعمشي عن منتدى كفاءات من أجل المغرب / رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية.
السيد عبد العالي مستور رئيس منتدى المواطنة.
رئيس منتدى الشباب المغربي (اسماعيل الحمراوي).
أرضية الندوة الوطنية
تأتي هذه الندوة الوطنية في سياق التحولات البنيوية التي يعرفها المجتمع المدني المغربي والأدوار الدستورية الجديدة المنوطة به على مستوى التأطير المدني، وبروزه كسلطة مدنية وكشريك استراتيجي في مسار تحقيق التنمية الشاملة، تكريسا لمبدأ الديمقراطية التشاركية، وكذلك انسجاما مع التوجهات الملكية القائمة على ضرورة تطوير المجتمع المدني :
« ولا يسعنا إلا أن نبتهج بما أصبحت تشكله الجمعيات المغربية، من ثروة وطنية هائلة ومن تنوع في مجالات عملها ، وما تجسده من قوة اقتراحية فاعلة، أصبحت بفضلها بمثابة الشريك، الذي لا محيد عنه، لتحقيق ما نبتغيه لبلادنا من تقدم وتحديث ».
مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في الأيام الدراسية حول التدبير الجمعوي بتاريخ 14 فبراير 2002.
« يجدر تفعيل التكريس الدستوري لكل من دور المجتمع المدني، ووسائل الإعلام والاتصال، في البناء المؤسساتي والحقوقي والتنموي ، بما يمكنها من النهوض بمسؤوليتها الفاعلة، كقوة اقتراحية ، وكرافعة ناجعة، وشريك أساسي في توطيد هذا البناء ».
مقتطف من الخطاب السامي لصاحب الجلالة بمناسبة عيد العرش المجيد بتاريخ 30 يوليوز 2011
كما يأتي تنظيم هذه التظاهرة الفكرية الوطنية في إطار ترسيخ الأبعاد المنهجية للتربية على المواطنة المسؤولة، وخصوصا ما يتعلق بآفاق تنمية السلوك المدني المواطن لدى الشباب. فالشباب هم طليعة المجتمع وعموده الفقري، وقوته النشيطة والفاعلة. حيث تبرز أهمية هذه الشريحة المجتمعية، باعتبارها مورد وطاقة بشرية ينبغي الاهتمام بتنميتها وتأهيلها، في أفق استثمار قدراتها في مجالات متعددة، في ظل التحديات القائمة اليوم، ومن أجل المساهمة بل والمشاركة في سيرورة البناء الحضاري للدولة المغربية.
وتبرز خصوصية العلاقة بين الشباب ومؤسسات المجتمع المدني والتنمية، من خلال دور تلك المؤسسات في تأهيل القيادات الشابة في شتى المجالات، وإذكاء الشعور بالانتماء الوطني، وإرساء قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ومن ثم التمكين من إدماجهم في مسارات التنمية الشاملة. وهنا ينبغي أن نتوقف عند إكراهات انخراط الشباب في هذه الدينامية، حيث ترجع أسباب ذلك ظاهريا إلى عوامل مركبة ومعقدة- في غياب دراسة سوسيولوجية توضح لنا عمق الظاهرة- ، فعقم العمل النخبوي، وشيخوخة زعاماته، وتهميش الشباب المنتج، وطغيان هاجس الوصاية المفرطة عليهم من قبل النخب، كل ذلك يساهم في تعميق الهوة بين شريحة الشباب وبنيات المجتمع المدني.
إن الشروط الضامنة لريادة الشباب في مؤسسات المجتمع المدني، تتمثل في تشجيعهم وإعطائهم الفرصة في التعبير عن تطلعاتهم وآرائهم، مع أهمية انفتاح قيادات مشاريع التغيير على أفكار الشباب وطموحاتهم، والدفع بهم نحو القيام بمبادرات تنموية فاعلة، مع التأكيد على ضرورة إدماجهم في مشاريع التغيير والإصلاح الوطنية، وتعزيز ثقافة المواطنة المسؤولة. فنجاح التنمية في بلادنا مرهون بانخراط الشباب بكل انتماءاتهم وشرائحهم باعتماد المنهجية الديمقراطية التشاركية، وأي تهميش أو إغفال لهذه القوة الفاعلة سيشكل انتكاسة للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي في المستقبل.
لذا ينبغي العمل على تأهيل الشباب لتحمل المسؤولية، وتمكينهم من الأرضية الصلبة التي تحميهم من الفراغ الإيديولوجي. لذلك فإن التأطير المدني يساهم في تنظيم العلاقات بين شرائح الشباب على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم من جهة، وبين فئة الشباب بصفة عامة وتنظيمات المجتمع المدني من جهة أخرى، بما يضمن حل إشكالات التصادم الإيديولوجي داخل المجتمع، بشكل سلمي في إطار الحوار الهادئ والمسؤول، تجنبا لكل مظاهر العنف، وذلك بناء على مجموعة من المعايير التي يتم ترجمتها إلى سلوكات يومية، تشكل في مجملها منظورا تنمويا للمواطن الشاب داخل منظومة الدولة، وبالتالي تحتم عليه المشاركة في البناء التنموي العام.
ويعتبر المجتمع المدني رائدا في معالجة بعض القضايا ذات الطابع الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي، وأصبح يساهم في وضع الخطط والبرامج التنموية على جميع الواجهات، بما يشكل مجالا مهما لصقل مهارات الشباب، و بناء قدراتهم لاستيعاب وفهم احتياجات المجتمع، من أجل إحداث التغيير والمشاركة في تحقيق التنمية المنشودة.
إن الشباب هو العنصر الأساسي في عملية البناء، لذا لابد من توسيع قاعدة التأطير المدني ، وتقديم الدولة الدعم المطلوب للجمعيات الجادة في عملية التأطير المدني للشباب.
فإلى أي حد سيتم تفعيل أدوار المجتمع المدني في بناء مستقبل الشباب المغربي، والذي تتحقق فيه القيم الراسخة بالثوابت الوطنية التي هي جوهر الديمقراطية المغربية الناشئة ؟
وإلى أي حد سيتم الاهتمام بالشباب كمقياس لتفاعل الدولة في منظورها للمجتمع الحداثي، على اعتبار أن الشباب هم الطاقة والإرادة والقوة، الذي يجب أن يكون على دراية ووعي بحقوقه وواجباته اتجاه المجتمع ؟
وما هي آفاق تنمية السلوك المدني المواطن المسؤول لدى الشباب، على اعتبار أن المجتمع لا يمكنه أن ينهض أو أن يتطور ويتقدم، إلا بوعي الشباب بمسؤوليته في دينامية التقدم والتحديث، على المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ؟
من هذه المنطلقات تأتي ضرورة تنظيم جمعية تيفلت للتضامن والتنمية والتربية والتكوين لهذه الندوة الوطنية حول " الشباب بين المهام التأطيرية للمجتمع المدني وآفاق تنمية السلوك المدني المواطن " ، وعيا منها بضرورة فتح النقاش العمومي حول السبل الممكنة لاندماج الشباب في تنظيمات المجتمع المدني، وتشبعه بالتأطير المدني المواطن، وانعكاس ذلك على سلوكه اليومي، وفتح المجال لإنتاج أشكال جديدة من التوصيات الميكرواقعية، لبلورة مجتمع مدني قادر بالشكل المطلوب على تلبية احتياجات شريحة الشباب المغربي بصفة عامة.
عن المكتب التنفيذي بوهاج صاحب