adsense

/www.alqalamlhor.com

2014/11/04 - 1:15 ص

 ظاهرة اغتصاب الاطفال في المغرب
       إن ظاهرة اغتصاب الأطفال هي ظاهرة عالمية لا تقتصر على بلد دون أخر و ليست وليدة الساعة. لكنها انتشرت انتشارا  انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة وسط المجتمع المغربي بل أصبحت تتفاقم أكثر وتقض مضاجع الأسر المغربية, فاستفحال ظاهرة اغتصاب الأطفال و تعرضهم للعنف الجنسي أصبحت  تثير القلق و الفزع في قلوب الآباء و الأمهات , و تهدد كيان المجتمع ككل و تضر به ضررا بالغا ليس لأنها من الجرائم الخطيرة فقط بل لأنها مفسدة أخلاقية  و دينية  و ظاهرة لا يجب أن تتواجد في مجتمع يعتبر للأسف من المجتمعات الإسلامية .
      ومن المؤسف أن نتصفح الأخبار اليومية في مختلف وسائل الإعلام لنجد كل يوم جريمة اغتصاب طفل أو طفلة. و كأننا أصبحنا في الغاب مع وحوش أدمية تتربص بأطفالنا كل يوم  ولا من يحميه أو ينصفه و يقف في صفه ولا من  يحرك ساكنا,الأشخاص صامتين , إلا قليلا , و الجمعيات الحقوقية المتخصصة في حقوق الطفل غاصة  في نوم عميق كنوم أهل الكهف , فقط تتحرك براكينها من حين لأخر . في حين  الظاهرة تتنامى بشكل فظيع جدا. وهذا فقط مع الحالات المصرح بها. أما الحالات غير المصرح بها فحدث ولا حرج حيث إنها تصل إلى 80 بالمائة و هذه إحصائيات رسمية للمرصد الوطني لحقوق الطفل و ليست تكهنات من نسج الخيال .
    جريمة اغتصاب الأطفال هي من أبشع الجرائم إذ يجب أن نقرع جرس الإنذار في هذه القضية التي تقتل جيل المستقبل نفسيا و معنويا و تدمر فيه كل ما هو جميل بل كل شيء و تجعله حاقدا على المجتمع الذي لم ينصفه أو لم يوفر له الحماية الكافية.  بل الأدهى حسب بعض الدراسات , أن  هذه الجريمة تولد جيل من الشواذ جنسيا سينتقمون لما فعلت بهم الوحوش الآدمية , وبعدها  سنجد أنفسنا أمام دوامة لا خروج منها.
      إن اغتصاب البراءة و الطفولة لهو مرض خبيث ,انه  فيروس أصاب المجتمع الذي ينعت نفسه بالمجتمع الإسلامي. مجتمع يظن أن الإسلام يقتصر على الصلاة و الصيام فقط.متجاهلين العبادات و الالتزامات , مجتمع انهارت بنيت قيمه فأصبح  لا يعي ما يفعل أو ما يقول .
    و مما يزيد الطينة بلة أن القضاء له يد في انتشار هذه الظاهرة  بحمايته للمجرم بدلا من حماية  الضحية و ذلك حينما يبرر أن سبب الجريمة هو مرض نفسي . أو بمحاكمة الجاني بفترات قليلة بذريعة عدم إحداث أضرار كثيرة, هذا بالرغم من ان الجريمة معاقب عليها في القانون الجنائي لا سيما في فصوله 465 و 471 و 484 .و ما يستفزني في بعض الأحيان أن هناك من يرجع هذه الظاهرة إلى الغرب والى العلمانية و يتهمها بإفساد الأمة ,فهل الغرب يعيش بيننا ؟ هل نحن بلد علماني ؟
  أقول لكم انه بالرغم من أن الغرب أيضا , و أتكلم هنا عن الدول المتقدمة ,لا يخلوا من هذه الظواهر إلا أن قوانينه قاسية و محقة تجعل الفرد بتريث و يفكر كثيرا قبل الإقدام على هذه الأعمال الإجرامية لان قسوتها و شدتها تتجاوز الحكم القضائي أحيانا لتصل إلى السجن حيث يعاقب السجناء أنفسهم مغتصبي الأطفال بشتى أساليب الزجر و الرفض.       
  و قد كشفت إحصائيات المرصد الوطني لحماية الطفولة انه استقبل خلال الفترة ما بين 2000 و 2009 حوالي 3708 حالة اعتداء على الأطفال من بينها أكثر من 1000 شكاية تتعلق بالاعتداء الجنسي على هذه الفئة العمرية . وقد ازدادت الإحصائيات هذه السنة يستدعي دق ناقوس الخطر فعلا
و بما أننا دولة إسلامية, حيث ينص الدستور على ذلك صراحة, فيجب تطبيق اشد أنواع العقوبة على كل من سولت له نفسه أن يلمس البراءة و الطفولة و ذلك عبر عقوبة الإعدام آو إنزال أقصى العقوبات الممكنة عليه.
إذن هناك اليوم دعوة لتشديد العقوبات على المغتصبين كما يحصل في أمريكا و في الدول المتقدمة.
  و قبل أن انهي مقالي هذا استحضر فيديو كان قد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص اغتصب طفل   و في قلبي عليه غصة  حيث انه في الشريط يظهر شخص يقول للمغتصب ** على الأقل لو فتاة لتفهمنا الوضع ** بمعنى انه يمكن أن تغتصب فتاة كنا سنجوزها لك و ينتهي الأمر ,  ورغم ذلك لا من حرك ساكنا في الموضوع.
   كذلك تذكرت قضية الاسباني مغتصب الأطفال حيث انفجرت الجمعيات الحقوقية و قامت الدنيا و لم تقعد لان الشخص المغتصب أجنبي , في حين عندما يغتصب المغاربة أبنائهم المغاربة و ينهشون لحومهم  لا احد يحرك ساكنا بل يعملوا بمنطق ** ديالنا في ديالنا ** .