مبارك بوكفو - كلميم
لقد أعلنت
مديرية الأرصاد الجوية وعبر نشرة إنذاريه أن جهة كلميم السمارة ستعرف تساقطات مطرية مهمة جدا ونبهت المواطنين, لكن ربما السلطات المحلية بالجهة والأقاليم
التابعة لها غير مهتمة بالمرة بالنشرات الإنذارية وتعتبرها لغطا وفقط لا يعتد به
ولا يستوجب تحركها العاجل لمنع وقوع كوارث حقيقية.
توفي غرقا وفي يومين بإقليم كلميم أكثر من 21
ضحية منهم النساء والأطفال والرجال وسأسرد هنا لائحة باسم 14 ضحية الغارقىن ليلة
السبت بوادي تامسروت بجماعة تمولاي, وهم الآتية اسماؤهم: مسعودي الحسين بن أحمد + إسماعيل بن أحمد + أدار خدوج بنت علي +
مسعودي عائشة بنت أحمد + مسعودي خديجة بنت أحمد + بابري حفيظة بنت عبلا + آية مكسعودي بن رشيد + بابري
محمد بن أحمد + بابري رشيدة بنت
محمد + ارار فاطمة بنت علي + ادعو فاطمة
بنت محمد + بويلي فاطمة بنت أحمد+انفلاس
رقية بنت علي + عدي خديجة
بنت الحسين + بوليدين ابراهيم.
أما الضحايا
السبعة بوادي تالمعدرت فسنوافيكم بأسمائهم قريبا بحول الله وقوته. يتضح مما وقع أن السلطات المحلية بجهة كلميم
السمارة منشغلة ربما بأمور أخرى غير
الصالح العالم, والدليل أن مصالح وزارة التجهيز والسلطات المحلية وغيرها لم تقم بأي
إجراء فيما يخص غلق الطرق ومنع السائقين من عبور الأودية.
مصالح التجهيز والنقل هي المؤهلة لمعرفة هل
يمكن عبور السائقين أو عدم عبورهم في القناطر أما ما يسمونه القناطر, وتبلغ مصالح
الدرك الملكي لتمنع السائقين من العبور وتغلق الطريق.
لكن الواضح أن الجميع مهمل والجميع ينتظر أن
يتلقى التعليمات من غيره وطال انتظارهم حتى وقعت الواقعة وغرقت أنفس بريئة وغرقت مناطق
كلها وأهلكت الأودية والكسب والحرث ورحلت المواطنين مكرهين ليستقروا في العراء.
ما وقع في وادي تالمعدرت يفضح كل السلطات المحلية في كلميم ويفضح عجزها
وخوارها وهوانها, وتواكلها, كيف يبقى شباب
في قلب الوادي لأكثر من ساعتين وحضرت وسائل الإعلام لتصور الشباب
يغرق في الوادي والسلطات المعنية بالإنقاذ غائبة أو حاضرة غائبة.
صرحت ناجية, بفضل رحمة الله بها, أنه ألقي لها
حبل فانقطع, وهو بالطبع جاد به مواطن قريب لمكان الغرق أما الأجهزة فهي بلا
شك لا تملك الحبال وغير مهتمة بها ولا تهمها سلامة المواطنين بقدر ما يهمها تحقيق الأنا الأعلى لكل منها.
ضاعت كلميم وساكنتها في متاهات الصراعات
التافهة وترك أمر كلميم للباري جل وعلى
وله نتوجه أن يلطف بالساكنة والمواطنين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصبر والسلوان لذوي الضحايا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ضاعت أنفس وثروات وممتلكات وغرس وحرث وكسب وبعده وقبله ضاعت ثروات مائية
هائلة توجهت للبحر عبثا وهاهو المكتب
الوطني للماء والكهرباء سيرهقنا في الشهر المقبل بفاتورة مضاعفة ثلاثة مرات لأنه استلذ دماءنا يمصها
مصا ليجدد سياراته ويمكن موظفيه من سيارات الدفع الرباعي يقضون بها مآربهم
الخاصة.
وبالطبع الكبار منهم لابد أن لهم طائرات خاصة
يقضون بها مآربهم الشخصية أيضا والكل على حساب دماء الفقراء والمساكين من الشعب
المغربي المغلوب على أمره.
لو أن السلطات الحالية طبقت مشاريع تقوية الفرشة المائية التي تفضل
بها زميلي الأستاذ عبد الله بوفيم لكانت
جنبت المنطقة الفيضانات ولوفرت ملايين إن لم أقل ملايير الأمتار المكعبة من الماء ولبقيت القناطر والممتلكات سليمة.
لكن المسؤولين في وطننا عامة مغرورون لا
يسمعون إلا من خبراء الغرب وخبراء الغرب بالطبع لا يمكنهم أن يشيروا عليهم بما
يجعل المغرب قويا مزدهرا فهم يريدوننا تابعين لهم, لذلك يوجهوننا نحو مشاريع تافهة بالمرة ستجني علينا ولن تنفعنا في شيء.