أحمد مصباح
تعرف بين الفينة والأخرى أحياء مترامية الأطراف بعاصمة دكالة، حالات سرقة معزولة، تستهدف، سيما خلال الليل، سيارات خفيفة غالبا ما تكون مركونة في أماكن مظلمة، أو خالية من المارة ومستعملي الطريق. سيارات يبقي بداخلها أصحابها على أغراضهم الخاصة، من قبيل هواتف نقالة وحواسيب، وحتى مبالغ مالية، تكون ظاهرة للعيان. ما يغري اللصوص المحترفين أو عن طريق الصدفة بالاستيلاء عليها وسرقتها إما عن طريق الكسر، أو باستعمال مفاتيح مزورة، أو بعض الأدوات (مقص، "بينسا"...). وقد طالت عمليات السرقة عربات من أنواع مختلفة، وأشخاص ذاتيين، يمكن اعتبارهم سببا مباشرا في تعرض سياراتهم للسرقة، من خلال لامبالاتهم وتهورهم، بالاحتفاظ بها في أماكن مظلمة ومعزولة وغير محروسة، والإبقاء بداخلها على أشياء تغري بالسرقة. والخطير في الأمر أن مثل هذه السلوكات تشجع على السرقة واستشرائها.
هذا، وكانت سيارة تركن، الجمعة الماضية، عرضة للسرقة بالجديدة، بعد أن عمد صاحبها إلى إيداعها في مكان معزول وغير محروس، بمحاذاة عمالة الجديدة،، وتوجه لتوه إلى المسجد، لأداء صلاة الجمعة. حيث ترك بداخل عربته هاتفه النقال الذي كان ظاهرا للعيان. ما شجع على السطو عليه. وتعتبر بالمناسبة هذه االسرقة، حسب مصدر مطلع، العملية الوحيدة التي تمت، الجمعة الماضية، على خلاف ما يروج له بعض أصحاب النوايا المبيتة.
والسيناريو ذاته يتكرر بالنسبة ل5 سرقات من داخل 5 سيارات من نوع "داسيا لوكان" بالجديدة ومنتجع سيدي بوزيد، استهدفتها بالسرقة عصابة مكونة من 4 قاصرين متشردين، كانوا يستعملون "مقصا صغيرا" لفتح أبوابها الأمامية. وقد تمكنت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة من فك لغز هذه السرقات الموصوفة، وتوقيف عناصرها الأربعة الذين تترواح أعمارهم ما بين 12 و16 سنة، الذين يتحدر عقلهم المدبر يتحدر من الدارالبيضاء. وقد أحالتهم فرقة الأحداث، الجمعة الماضية، على الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، على خلفية تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة.
وقد كان ضمن ضحايا عصابة القاصرين نائبة وكيل الملك بالجديدة، والتي استولوا من داخل سيارتها الخاصة التي كانت تركن ليلا في الشارع العام بتجزئة المويلحة، على هاتفين نقالين، وجواز سفر زوجها، ومبلغ مالي بقيمة 7000 درهم. وقد استطاعت الضحية استرجاع أغراضها.
وقد كان كذلك التهور واللامبالاة سببا في تعرض سيارة أستاذ جامعي للسرقة. حيث استولى لص بالصدفة على حاسوب من داخلها كان ظاهرا للعيان. وحسب مصدر مطلع، فإن ما شجع اللص على السرقة كون بابها الخلفي كان مفتوحا، وصاحب العربة كان غادرها لتوه لقضاء غرض شخصي. وقد كان بالمناسبة لراجل الفضل في استرجاع الحاسوب، بعد أن انتابه الشك في أمر السارق الذي كانت تبدو على وجهه ملامح الارتباك. وقد عمد فاعل الخير إلى تسليم الحاسوب للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، والتي عمدت إلى إعادته إلى الضحية، الأستاذ الجامعي.