كشف تحقيق صحفي قامت به الجريدة الإيطالية "إل
فوغليو" عن معلومات خطيرة حول تورط جبهة البوليساريو في علاقة تعاون مع جبهة
بوكو حرام الإرهابية، مستندة في ذلك على تصريحات عدد من المصادر الأمنية في دول
الساحل لم تكشف الصحيفة عن هويتهم.
الصحيفة الإيطالية، التي وضعت هذا التحقيق تحت عنوان
“بوكو حرام ترتكب جرائم ضد البشرية في نيجيريا”، قالت إن هناك “علاقة خطيرة بين
جماعة بوكو حرام النيجيرية وبين جبهة البوليساريو”، هذه العلاقة مبنية على تبادل
المال بالرجال.. أي أن جبهة البوليساريو توفر المقاتلين لجبهة بوكو حرام مقابل أن
تمنحها هذه الأخيرة مقابلا ماديا نظيرا لهؤلاء المقاتلين، ونفس الصحيفة قالت إن ما
دفعها للقيام بهذا التحقيق هو قيام جماعة بوكو حرام بالهجوم على مدرسة في نيجيريا
بطريقة أزهقت حياة 50 تلميذا.
وأكد التحقيق الصحافي الإيطالي على أن جماعة بوكو حرام
مازالت تضاعف من قوتها سواء من حيث كمية الأسلحة وكذلك عدد المقاتلين “وذلك راجع
إلى تدفق عدد من المقاتلين المنتمين لجبهة البوليساريو على معسكرات جماعة بوكو
حرام”، ومضت الجريدة في الكشف عن معطيات خطيرة تفيد بأن أكثر من 152 فتاة من
الفتيات اللاتي تحتجزهن جماعو بوكو حرام يوجدن حاليا في مخيمات تندوف، وذلك نقلا
عن مصادر صحراوية حسب ما جاء في تحقيق الجريدة.
ومن بين الأسباب التي ساقتها الجريدة الإيطالية لقوة
جماعة بوكو حرام التي شغلت الناس في الآونة الأخيرة، أنها تستفيد من غياب المراقبة
الأمنية لمنطقة الساحل الشاسعة، كما أن “علاقتها بجبهة البوليساريو تمكنها من
التحرك بسهولة أكثر وتمنحها القدرة على الحصول على الأسلحة بشكل أسهل”، تقول
الجريدة الإيطالية التي قدرت عدد الأطفال والنساء المحتجزين لدى جماعة بوكو حرام
بحوالي 830 طفال وامرأة.
وأقدمت جماعة بوكو حرام خلال الأسابيع الماضية على
اغتيال رجل الدين النيجيري المعروف الشيخ آدم نفادا، والسبب حسب الجريدة الإيطالية
هو أن رجل الدين الذي ينتمي إلى الزاوية التيجانية سبق له أن شارك في ندوة دولية
في الدار البيضاء وطالب بضرورة التحرك بسرعة من أجل القضاء على جماعة بوكو حرام
الإرهابية، ولم تغفر الجماعة لرجل الدين المعروف هذه المشاركة لتنتقم منه باغتياله
في مدرسته إلى جانب عدد من تلاميذه.
كما أن الشيخ آدم كان قد عبر خلال حضوره إلى مدينة
الدار البيضاء عن خوفه من أن تكون بعض الأجهزة الأمنية النيجيرية متواطئة مع جماعة
بوكو حرام ودعا جميع مريدي الزاوية التيجانية إلى الاتحاد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي الذي أودى بحياته في
نهاية المطاف.