تعرف مدينة المنزل ركودا كبيرا في الآونة الأخيرة بسبب ضآلة فرص الشغل في مجال البناء وكل مايتعلق به، فقد أصبح عدد كبير ممن يحترفون هذه المهنة عاطلين عن العمل، يعانون الأمرين في سبيل الموازنة بين البطالة ومتطلبات العيش الكريم لهم ولأبنائهم. وهي معادلة غير متكافئة بسبب الغلاء المتفشي في الأسعار موازاة مع قلة ذات اليد.. ولم تقتصر الأزمة على عامل البناء لوحده بل تجاوزته إلى الكهربائي و الرصاص، والصباغ ، والجباص، وحتى بائع مواد البناء... حيث شملت هؤلاء جميعا وجثمت على أنفاسهم وحكمت على معظمهم بالفقر المدقع، بل ودفعتهم للتفكير في ترك المدينة الصغيرة بحثا عن مصدر رزق قار يبقي على حياتهم...
وقد كانت الأزمة في السابق ـ نظرا للتأخير المتواصل في إخراج تصميم تهيئة للمدينة ـ قد دفعت الكثيرين إلى إقامة منازل هنا وهناك بدون ترخيص أو تصميم في غفلة من القيمين على شأن البناء والتعمير، مما شوه جمالية بعض أحياء المدينة. إلا أن قدوم الباشا الجديد لمدينة المنزل ساهم بشكل ملفت في القضاء على البناء العشوائي والتصدي بنفسه لهذه الظاهرة الخطيرة. وهي خطوة استحسنها غالبية المتتبعين للشأن المحلي وقوبلت بارتياح كبير من المواطنين.. إلا أنها ومع ذلك لم تأت بحل جديد لهؤلاء البسطاء، العاملين في مجال البناء، بل كرست الأزمة بشكل أكبر خصوصا مع البطء الشديد الذي يمر عبره إخراج تصميم تهيئة للمدينة الصغيرة، والذي قد يعتبره الكثيرون الحل الأمثل لتجاوز الأزمة مع الحفاظ على جمالية المدينة...