أوصى المشاركون في الندوة العلمية التي احتضنتها مدينة آسفي مساء أمس الجمعة حول موضوع "التراث والتعددية "، بتصنيف مدينة آسفي تراثا عالميا.
وقدم ممثلو وزارة الثقافة والجمعيات المهتمة بالتراث بالمحلي في هذه الندوة التي نظمتها منظمة اليونيسكو بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش والمديرية الجهوية للثقافة والمؤسسة البرتغالية "كالوست غولبنكيان"، ورقة استعرضوا من خلالها الأهمية التاريخية لمدينة آسفي التي شكلت عبر العصور ملتقى لكل الثقافات العالمية.
وأبرزوا في هذا الصدد التعددية التراثية التي تتميز بها المدينة والتي لا زالت تحتفظ بها إلى اليوم انطلاقا من التاريخ القديم مرورا بالثقافة الأوروبية التي يجسدها البرتغال وإسبانيا وفرنسا وبالثقافة الإفريقية والأمازيغية إلى جانب الثقافة الأمريكية ، مذكرين برحلة "راع" التي انطلقت منها رحلة اكتشاف أمريكا، في القرن ال15 الميلادي. وتقدم المشاركون في هذه الندوة التي قام بتنشيطها فيليب باراطا (كرسي اليونيسكو) بعدد من التوصيات المرافقة منها أساسا إنشاء متحف للتاريخ البحري ووضع برامج للتنقيب الأركيولوجي وانجاز اتفاقيات مع مجلس الجهة والمجلس البلدي بشأن التراث وإعادة ترميم سور المدينة وتنظيم أسبوع التراث من خلال أنشطة بشراكة مع الجمعيات العاملة في الميدان.
كما أوصوا بضرورة تسليط الضوء على التراث الطبيعي للمدينة وجعل الفن في خدمة التراث وتشجيع البحث العلمي حول تاريخ آسفي وجرد المواقع والمعالم الأثرية للمدينة وإنشاء شراكة بين المغرب والبرتغال حول مسألة المحافظة على التراث بالجهة، وتحويل السجن القديم بالمدينة العتيقة إلى دار للشباب.
وقدم عبد السلام أمرير المدير الجهوي للثقافة في افتتاح هذه الندوة عرضا تناول فيه عددا من المحاور الأساسية المرتبطة بالتراث المادي واللامادي بجهة دكالة عبدة في فترة ما قبل التاريخ مشيرا إلى مجموعة من اللقى الأثرية التي تم العثور عليها في السنوات الأخيرة بالمنطقة ومنها أساسا الاعمدة الرخامية بكل من الجديدة وآسفي ومولاي عبد الله والمدافع تحت مياه البحر وكذا مغارة جبل إيغود بإقليم آسفي، التي عثر بها على رفات إنسان العصر الحجري الوسيط. وتطرق في ذات السياق إلى أعمال الترميم التي شملت عددا من المواقع بالجديدة وآسفي، مؤكدا على ضرورة إعطاء هذه المعالم وظائف ثقافية وسياحية وإدماجها في برامج التنمية المستدامة.
كما أشار إلى المعيقات التي لا زالت تواجه عددا من المواقع التي تحتاج إلى تدخلات وشراكات مع الجماعات المحلية ومؤسسات حكومية وانخراط الجمعيات المدنية في الحملات التحسيسية لأجل المحافظة على هذا التراث المتعدد.