يعيش العازف الموسيقي المبدع والمعروف بِمدينة الجديدة تحت اسم "برشيد" احلك أيام حياته في السنين الأخيرة بفعل معاناته مع مرض تسبب له في بتر ساقه وتعفن عينه وبروزها بشكل ملفت، وبحكم عدم توفره على مسكن خاص به يقضي الليالي ويبيت بأزقة وشوارع المدينة مفترشا الأرض وملتحفا السماء ، في جو شديد البرودة لا معيل له ولا معين، يستنجد بكل من يمر بجواره طالبا الرأفة والصدقة ، وهو الفنان الذي كان يُشَنِفُ السماع ويطربه بمجرد وضع أنامله على وتر أي آلة موسيقية تقع بين يديه حيث كان يجيد العزف بأكثر من شكل وعلى أكثر من آلة ، ولطالما أطرب الجماهير المغربية والعربية وسلطنها في مختلف الملتقيات والمهرجانات ، وقت كانت له صولات وجولات فنية في العديد من الدول العربية والأوربية وكذا الآسيوية .
لكن (دوام الحال من المحال) كما يقول المثل العربي، فالفنان برشيد اليوم يعاني الإهمال والتهميش المطلق من قبل الساهرين عن الشأن التفافي بالمنطقة ، أضِفْ إلى ذلك معاناته مع المرض المزمن وانعدام الإمكانيات ، ومبيته فوق الرصيف. و بعد أن تنكر له الجميع ، أصبح اليوم في أمس الحاجة إلى كل ضمير حي عايش موهبته الموسيقية أو سمع عنها لإخراجه من محنته الصعبة والوضع اللا إنساني الذي أصبح يتخبط فيه ...
للتذكير فقط ، فقد سبق لعامل إقليم الجديدة السيد معاد الجامعي في ندوة صحافية بمنتجع مازاكان بمناسبة تقديم الدورة الأولى لمهرجان جوهرة أن تطرق إلى الوضع ألكارتي للعازف برشيد معلنا في إحدى مداخلاته تكفله شخصيا بموضوع هذا الفنان .
لكن وبعد مُضِيِ ما يقارب ثلاث سنوات من هذه الالتفاتة اللفظية ، فهل سينال برشيد فعليا ما وعده به عامل صاحب الجلالة على إقليم الجديدة من تكفل شخصي بموضوعه؟ في انتظار ذلك نناشد المحسنين و أصحاب الضمائر الحية من الأصدقاء والمعارف وكل من له غيرة على أبناء هذا الوطن الحبيب التحرك لإنقاذ هذا الفنان من التشرد والضياع والتخفيف عنه من حدة العوز وقلة اليد ، والله لا يضيع أجر المحسنين .