ما أن يحل شهر رمضان الكريم حتى تبدأ مقاهي الشيشة والملاهي الليلية في جذب زبائنها على اختلاف مستوياتهم فالمساجد ليست وحدها التي تسثأتر باهتمام المغاربة خلال هذا الشهر بل إن مقاهي الشيشة والملاهي الليلية والقمار والدعارة تتحول إلى منافس شرس للمساجد فمباشرة بعد صلاة العشاء والتراويح ينفض العديد ون عن أنفسهم عباءة الفقيه ويلبسون ثوب التحرر مستسلمين لنزوات وممارسات كانت من الطبيعي أن تختفي خلال رمضان, إلا انه مع كامل الاسف تزداد بشكل لافت ضاربة القيم والأخلاق الدينية عرض الحائط وحتى أولئك 'المترمضنون' في رمضان يتحولون بقدرة قادر إلى حمل وديع بعد الافطار وتختفي عنهم ملامح "الترمضينة" حين يسعون وراء النساء والتحرش بهن ومعاكستهن بعد أن كانوا مجبرين على غض الطرف نهارا.
تنطلق طقوس الليالي الحمراء دقائق قبل أذان المغرب فتجد بعض الشباب يصطفون في طوابير امام 'البزناسنة' فالصوم عن دخان السجائر لا تنفعه غير لفافة حشيش يتم تدخينها وفق طقوس معينة حتى تكون المتعة كاملة. وترتفع اسعار الحشيش إلى مستويات قياسية خلال شهر رمضان بفعل الاقبال الكبير عليها خاصة في ظل الحملات المكثفة التي تشنها المصالح الأمنية على مروجي المخدرات لكن رغم ذلك يبقى الطلب عليها مرتفعا. تمر معظم الاحياء بفترة هدوء وهدنة بين الافطار وصلاة العشاء سرعان ما تكسر بعد فتح مقاهي الشيشة والملاهي الليلية أبوابها في وجه زبائنها لتبدأ الليالي الحمراء حتى الفجر, ويزداد الاقبال على الشيشة الممنوعة أصلا بموجب قرار عاملي رقم 8/2012 حيث كانت مدينة الجديدة سباقة في اعلانها الحرب على هذه الظاهرة السلبية, بالاضافة إلى الاقبال الكبير على المخدرات.
اما الملاهي الليلية فتتحول إلى فضاءات للرقص وترنح لأجساد تكاد تكون عارية ابطالها شابات وشباب يمتطون صهوة التحرر. فشهر رمضان شهر المتناقضات بامتياز فهو ليس شهرَ قراء القرآن ونجوم المساجد فحسب، بل هو شهر يتعانق فيه التدين والتحرّر في مشهد غريب واستثنائيّ يمكن أن ترى فيه مواطنين ما زالت السّجادات فوق أكتافهم، بعد أن غادروا المسجد عقب صلاة التراويح، وربما يعودون أدراجهم ليتسحّروا ويُصَلوا الفجر خلف إمام، بعد أن «نشطوا» في أحد الكاباريهات أو على الأقلّ في مقهى للشيشة.